استخدم السيناتور بيرني ساندرز (اشتراكي من ولاية فيرمونت)، يوم الأربعاء، مصطلح "الإبادة الجماعية" لوصف أفعال إسرائيل في غزة، واصفًا هذا الاستنتاج بأنه "لا مفر منه"، ومجدِّدًا دعوته إلى إنهاء "تواطؤ" الولايات المتحدة في هذا الصراع، ليصبح السياسي الأميركي الأول الذي يستخدم هذا الوصف بصيغته المباشرة ودون ملابسات .
وجاء بيان ساندرز بعد استنتاج لجنة مستقلة من خبراء الأمم المتحدة يوم الثلاثاء ، يفيد بأن أفعال إسرائيل "تستوفي المعايير المنصوص عليها في اتفاقية الإبادة الجماعية".
وكتب ساندرز في بيان نُشر على موقعه في مجلس الشيوخ بعنوان: “إنها إبادة جماعية؛ وأنا أوافق (على هذا الوصف)".
وأضاف السيناتور الذي وصف رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو في السابق بأنه مجرم حرب : "تُعرَّف الإبادة الجماعية بأنها الأفعال التي تُرتكب بـ’قصد تدمير جماعة قومية أو إثنية أو عرقية أو دينية، كليًا أو جزئيًا".
وتابع قائلاً: "السؤال القانوني يتمحور حول النية. وقد أوضح القادة الإسرائيليون نواياهم بشكل صريح"، مستشهدًا بأمثلة لمسؤولين إسرائيليين دعوا إلى أن يتم "تدمير غزة بالكامل"، و"تسويتها بالأرض"، و"محوها من على وجه الأرض".
وكانت قالت لجنة تحقيق دولية مستقلة تابعة للأمم المتحدة قد استنتجت الثلاثاء، إن إسرائيل ارتكبت إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة. وحثت إسرائيل وجميع الدول على الوفاء بالالتزامات القانونية بموجب القانون الدولي "لإنهاء هذه الإبادة الجماعية ومعاقبة المسؤولين عنها".
وأشار ساندرز إلى العدد الهائل من الضحايا، حيث قُتل ما لا يقل عن 65,000 فلسطيني وجُرح 164,000 آخرين من أصل سكان يبلغ عددهم 2.2 مليون نسمة، وذلك وفقًا لوزارة الصحة التي تديرها حركة حماس. كما أشار إلى قاعدة بيانات عسكرية إسرائيلية تشير إلى أن 83% من القتلى كانوا من المدنيين، بالإضافة إلى “مجاعة من صنع الإنسان” ناتجة “مباشرة عن السياسات الإسرائيلية”.
وكتب ساندرز: "الحقيقة هي، سواء أطلقتَ عليها إبادة جماعية أو تطهيرًا عرقيًا أو فظائع جماعية أو جرائم حرب، فإن الطريق إلى الأمام واضح. يجب علينا، كأميركيين، أن نُنهي تواطؤنا في ذبح الشعب الفلسطيني".
يشار إلى أن ساندرز كان قد قدم مرتين في شهر تموز الماضي مشروع قرار في مجلس الشيوخ لوقف مبيعات الأسلحة الأميركية إلى إسرائيل، ولكنه مجلس الشيوخ صوت ضد ذلك بأغلبية، ولكن بعدد أكبر من الديمقراطيين لصالح القرارين مقارنة بتصويتات سابقة، وقد اعتبر ساندرز ذلك دليلًا على تحوُّل في الرأي العام داخل الحزب الديمقراطي تجاه إسرائيل وأفعالها في غزة.
وجاء بيان ساندرز بالتزامن مع شنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي هجومها البري على مدينة غزة، التي تبلغ مساحتها 50 كيلومتر مربع، بحوالي 125 ألف جندي ، ومئات الدبابات والمدرعات والطائرات والروبوتات .
ووجّه ساندرز انتقادات لإدارة الرئيس الأميركي ترمب بسبب دعمها لما وصفه بسياسة رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو بـ"التطهير العرقي في غزة والضفة الغربية"، مضيفًا أن مسؤولين "يدفعون باتجاه هجرة ‘طوعية’ للفلسطينيين إلى دول الجوار".
يشار إلى أن كل من السيناتور كريس فان هولين (ولاية ميريلاند) والسيناتور جيف ميركلي (من ولاية أوريغان) كانا قد أصدرا تقريرا الأسبوع الماضي يتهمان فيه إدارة ترمب بالتورط في التنظيف العرقي للفلسطينيين في غزة الذي تنفذه إسرائيل.